إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 10 فبراير 2012

احتواء الثورات

احتواء الثورات

رياض العمري alomare2006@gmail.com

"إن الأحداث التي أعقبت الثورات في مصر وليبيا وتشهدها الدول الثائرة من أحداث شغب ومحاوله سحب الشعوب إلى ثورات إرتداديه وأزمات مصطنعه عقب

انهيار الأنظمة التي ثارت الشعوب عليها تبين أنها هناك يد خفيه تحاول فرض واقع جديد عن طريق احتواء الثورات العربية لان هذه الأيادي فقدت البوصلة بسقوط الأنظمة التي كانت تعمل على مصالحهم وتقوم برعايتها فإعادة هيكلة الأنظمة يذهب بالامتيازات التي كانت في أيديهم وبذالك يفقدون تصاريح التدخل دون حدود مانعه قوانين منظمه ويمكننا ملاحظة هذه الأحداث بالربط بينها وبين قول مكيا فللي في الدورة السياسية للحكومات.

يعتبر مكيافيللي المنظر للواقعية التي شهدتها السياسة الدولية لدول الغرب حيث يرى في حديثه عن الدورة السياسية للحكومات والتي يمكنها إن تمر بمراحل فأشكال الحكم في جميع الدول تروح وتجئ بين الاستبداد والفوضى فالأصل يختار الشعب لنفسه أو يوافق على الأمير ولكن مبدآ الوراثة بإعطائه لغير القادرين وغير الصالحين كخلفاء الأمير فضلا عن انه لا هم سوى إرضاء أذواقهم وفي الحكم المطلق تنحل السلطة ويطرد الشعب الطغاة ويصبح الحكم شعبيا ويفرق الحكم الشعبي في الفوضى ويعود تحت ضغط الضرورات إلى الاختيار ثم الوراثة.

إن هذه اللمحة البسيطة ترشدنا إلى نقاط التماس بين مايحدث وما ذكره مكيافيللي؛ حيث تحاول الدول الغربية والتي فقدت مصالحها بعملية تدوير لهذه الدورة السياسية للحكومات محاولة بذلك احتواء الثورات بحيث يضمنون مصالحهم في الدول الغربية فالثورات صنعت حكومات تقوم على أساس المعايير الديمقراطية وهي بذلك تعمق هذه المبادئ وتجعل مصلحة الشعوب محور الارتكاز

إلا إن هذه الصورة لاتتضمن مصالح الدول الكبرى لأنها بهذه الصورة تفقد مفاتيح خيرات البلدان العربية مما يجعلها تفضل نقل الشعوب إلى مرحلة الفوضى التي تزيد من الضغط على السلطات الحاكمة المنتخبة مما يزيد من مأزق الحكومات ولا يمكنها تجاوزه إلا بأمرين إما بالقيام بالتحول إلى الحكم الجبري الذي يبحث عنه من فقدوا السلطات السابقة لتحقيق مصالحهم التي تبنى على هذا الحكم والذي يعتبر قاعدة لهم في التغلغل في جسد الدول العربية والإسلامية إلاان هذا الاحتمال لن يحصل بسبب اناالكيان المكون من دولة هو نسيج من معاني الديمقراطية وثقافة الحرية التي ثارت من اجلها الشعوب مما يوجه الحكومات إلى الخيار الثاني وهو إعادة طرح هذه الحكومات نفسها لشعوب وبذلك تطرح فرصة لتدخل الخارجي بعد إضعاف القوى الديمقراطية ليتم الدفع بشخصيات يضعها الإعلام الخارجي ويجيد وضع الأوسمة التي ترمز إلى الحرية والديمقراطية ليتم بذلك خداع الشعوب التي تبحث عن الانعتاق من الرصيد الضخم الملقى على كاهل الشعوب المتحررة نتيجة الفوضى والمشاكل ليقوموا بالتفرغ للحياة الطبعية فيكون محصلة ذلك إعادة دورة الدولة إلى ركن الاستبداد من جديد واحتواء الثورات العربية ومحاولة تدجينها بحيث تواكب تطورات الدول الكبرى فالأحداث التي تاتي في نهاية السناريوا لهذه الثورات العربية تبرز أهمية أن تفتح الشعوب أعينها أمام مايحدث وتقف الشعوب كالجسد الواحد حتى يتم استكمال ثورتهم ولايقف أمام تحقيق أهدافهم الرئيسية أي هدف جزئي يمنع الشعوب العربية من قطف ثمار ثورتهم أو حرمانهم من الاستمتاع بالربيع الثوري(فالفوضى الناقلة)لن تحقق ذالك إلى بالفرقة فهي رأس كل مصيبة ويد لكل من يريد التدخل في الشئون الداخلية بعد فقده موضع قدم في البيت العربي

كمالايمكن إغفال دور المكونات السياسية المختارة والتي يبرز واجبها في عدم الانجرار في هذه المصيدة والتي تريد إفقادها مصداقيتها أمام شعوبها وإضعاف قوتها في سبيل الدخول في مرحلة جديدة من الاستبداد كما أن الإعلام يحمل وضيفه هامه في توجيه الشعوب التوجيه الايجابي وهذا ماتفرضه الأخلاق الاعلاميه في التعامل مع هذه القضايا المهمة .

وفي الأخير إن الشعوب التي تؤمن بقضيتها لن يستطيع احد أن يقف في طريقها مادام هدفها واضح